إنتاج كتابي العودة المدرسية

إنتاج كتابي العودة المدرسية

حَلَّ فَصْلُ الخَرِيفِ و انْتَهَتْ العُطْلَةُ الصَّيْفِيَّةُ. فَأخَذَ الأوْلِيَاءُ وَالمُدَرِّسُونَ وَالتَّلَامِيذُ  يَتَأهّبُونَ  لِسَنةٍ دِرَاسِيّةٍ جَدِيدِةٍ  . وَبَاتَ التّلاميذ يَسْتَعِدُّونَ لِلِقَاءِ أصْحَابِهِمْ بَعْدَ طُولِ فُرَاقٍ ، و يَهُزُّهُمْ الشَّوْقُ إلَى مَدْرَسَتِهِمْ وَ سَاحَتِهَا وَجُدْرَانِهَا وَمعَلِّمِيهِمْ .

 وَفِي صَبَاحِ اليَوْمِ المَوْعُودِ ، انَتَشَرُوا فِي الطُّرُقَاتِ حَتَّى ضَاقَتِ الرِّحَابُ بجُمُوعِهِمْ وَامْتَلَأتْ بِضَجِيجِهِمْ .

دَخَلَ التَّلَامِيذُ إلَى المَدْرَسَةِ مُسْرِعِينَ مُسْتَبْشرِينَ ، كُلٌّ مِنْهُم يَبْحَثُ عَنْ صَدِيقٍ لَهُ   ليُسَلّمَ عَلَيْهِ ، وَيُعَبّرَ لَهُ عَنْ أشْوَاقِهِ وَحَنِينِهِ ، وَيقُصُّ عَلَيْهِ أخْبَارَهُ وَرِوَايَاتِهِ طِيلَةَ العُطْلَةِ .

هَا هُوَ أحْمَدُ  يَرْوِي لِأصْحَابِهِ  كَيْفَ قَضَّى عُطْلَتَهُ فِي جِبَالِ عَيْنِ دَرَاهِمَ بَيْنَ غَابَاتِهَا الكَثِيفَةِ الظّلِيلَةِ ، وَمِيَاهِهَا الجَارِيَةِ الصَّافِيَةِ . وَتِلْكَ مَرْيَمُ  تُحَدِّثُ صَاحِبَاتِهَا  عَنْ جَوْلَةٍ مُمْتِعَةٍ ، زَارَتْ خِلاَلَهَا ، صُحْبَةَ عائلتها  ، جَزيرَةَ جربَةَ السَّاحرَةَ ، وَقُرَاهَا السَّاكنَةَ ، وَسَوَاحلَهَا الهَادئَةَ.

وَهُنَالكَ حَلَقَةُ مَرَامَ ، وَقَدْ اكْتَظَّ حَوْلَهَا  أصْدِقَاؤُهَا وَهيَ  تَقُصُّ عَلَيْهِمْ رِحْلَتَهَا  إلَى وَاحَاتِ الجَرِيدِ وَجَنّاتِهِ الفَاتِنَةِ وَنَخِيلِهِ البَاسِقَةِ وَكُثْبَانِ رِمَالِهِ المُنْتَصِبَةِ .

وَحِينَ كَانَ الجَمِيعُ يَتَطلّعُونَ إلَى كُلّ هَذِهِ الأخْبَارِ مُتَشَوّقِينَ مُسْتَمْتِعِينَ عَلَا صَوْتُ الجَرَسِ مُعْلِنًا أنَّ سَاعَةَ العَمَلِ قَدْ حَانَتْ . فَأسْرَعُوا إلَى صُفُوفِهِمْ ثُمّ دَخَلُوا أقْسَامَهُمْ ، وَاحْتَلّوا مَقَاعِدَهُمْ ، وَ إذَا بِهِمْ يُنْصِتُونَ إلَى مُعَلّمِهِمْ وَهْوَ يُذَكِّرُهُمْ بِوَاجِبَاتِهِمْ وَيَحُثُّهُمْ عَلَى اسْتِئْنَافِ العَمَل بِشَغَفٍ وَابْتِهَاجٍ . وَلِمَ لَا يَبْتَهِجُ التَّلاَمِيذُ وَالمَدْرَسَةُ تَحْتَضِنُهُمْ وَالأصدقاء يُؤْنِسُونَهُمْ وَالمُعَلّمُونَ يُحِبُّونَهُمْ ؟

فَالمَدْرَسَةُ بِمَا تُقَدّمُهُ لَنَا مِنْ تَرْبِيَةٍ وَأخْلَاقٍ وَأمُورٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى وَمِنَ الوَاجِبِ عَلَيْنَا المُحَافَظَةِ عَلَيْهَا، وَأنْ نُقَدِّرَ الدَّوْرَ الذِي تَقُومَ بِهِ فِي تَزْوِيدِنَا بِالعِلْمِ وَالمَعْرِفَةِ  وَتَصْحِيحِ السُّلُوكَاتِ الخَاطِئَةِ.

فَهَيَاّ للعَمَلِ وَالاجْتِهَادِ !  فَالنَّجَاحُ حَلِيفُنَا وَالسَّعَادَةُ حَظُّنَا .

للتحميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Shopping Cart
Scroll to Top